الباب
الأول
الإطار
العام
أ.
المقدمة
لاقى
السيمانتك التاريخى (يسمى أحياناsemasiology ) عناية اللغويين فى وقت مبكر جدا لايتجاوز أوائل القرن التاسع
عشر. وقد بدأ فى المانيا أولا، ثم انتقال الى فرنسا على يد العلماء الاجتماعيين،
من تلامذةmeillet [1]. و فى هذا القرن حاول العلماء كذلك تقعيد التغيير الذى يحدث
للمعنى، وتصنيفها على أسس منطقية. وكان من أهم ماشغل علماء اللغة موضوع تغيير
المعنى، وصور هذا التغيير، واسباب حدوثه، والعوامل التى تتدخل فى حياة الالفاظ او
موتها. ولقد تساءل cohenفى
صدر كتابه the diversity
of meaning
قائلا
: هل يتغيير المعنى؟ ثم أجاب قائلا : ان النفس الكلمات – بسبب تطور اللغة خلال
الزمن- تكتسب معنى آخر، وتشرة فكرة أخرى، وعلى هذا فإن ما نعنيه بتغيير المعنى هو
تغيير الكلمات لمعانيها[2].
ويقول اولمان : لقد سبق ان عرفنا المعنى بانه علاقة متبادلة بين اللفظ و المدلول .
وعلى هذا يقع التغيير فى المعنى كلما وجد اى تغيير فى هذه العلاقة الأساسية[3].
ومعنى
هذا ان تغيير المعنى يمس جانب اللفظ بصورة أساسية، واننا حينما نعالج موضوع تغيير
المعنى لاتعالجه منعزلا، وانما فى ضوء الالفاظ التى ترتبط بالمعانى المتغييرة وتعبر
عنها.
ويشبه بعض اللغويين تغيير المعنى عن
طريق اكتساب الكلمة لمعان جديدة بالشجرة تنبت فروعا جديدة. وهذه الفروع بدورها
تنبت فروعا أصغار. الفروع جديدة قد تخفى القديمة، وتقضى عليها، ولكن لايحدث ذلك
دائما. وهناك كثير من المعانى السابقة ازدهرت وانتشرت لقرون على الرغم من نمو
المعانى الجديدة اللاحقة. وسنقصر انفسنا من بين المشكلات المعنى بين المشكلاتين
اثنتين هما :أسباب تغيير المعنى و أشكال تغيير المعنى.
. ب. تحديد
البحث
مؤسسًا على المسألة
السابقة فى خلفية البحث فتكون تحديد البحث فيما يلي:
1. ما هى أسباب تغيير
المعنى ؟
2. ما هى أشكال تغيير المعنى ؟
ج. أهداف البحث
مؤسسًا على تحديد
البحث فتكون أهداف البحث فيما يلي:
1. لمفعرفة أسباب
تغيير المعنى
2. لمفعرفة أشكال تغيير المعنى
الباب
الثانى
الإطار
النظري
أ. أسباب تغيير المعنى
شرح
اللغويون أسباب تغيير المعنى الى ستة اسباب هى[4]
:
(1)
ظهور
الحاجة
حينما
يملك المجتمع اللغوي فكرة أشيئا يريد ان يتحدث عنه فإنه يمثله بمجموعة من الأصوات
فى مفردات او معجم اللغة. وقد يكون عن طريق الإفتراض، وقد يكون عن طريق صك لفظ
جديد على ثدطريقة كلمات هذه اللغة. ويحدث الأخير كثيرا بالنسبات للمسميات التجارية
التى توضوع عادة دون نظر لأصلها او اشتقاقها، وانما باعتبار سهولة تذكرها وحسن
جاذبيته[5].
ولايعد
النوعان السابقان من تغيير المعنى. ولكن هناك وسيلة ثالثة تعد من هذا الباب وهى ان
يلجأ أبناء اللغة الى الألفاظ القديمة ذات الدلالات المندثرة فيحيون بعضها
ويطلقونه على مستحدثاتهم ملتمسين فى هذا أدنى ملابسة. ويقول ولضرون
"المخترعات و الإكتشافات، الحديثة نحن نستعمل ألفاظا قديمة لمعان حديثة ولذا
يتغيير المعنى"، وقال أيضا "مصطلحات العلوم و الرياضة والتحصصات
المختلفة قد تنتقل الى لغة الناس كذلك[6]".
وقال ابراهيم أنيس "وهكذا وجدنا انفسنا أمام ذلك الموج الزاخر من الألفاظ
القديمة الصورة الجديدة الدلالة". ويمثل بذلك الكلمات مثل: المدافع و الدبابة
و السيارة و القاطرة والثلاجة والسخان و المذياع والذبذبات و التسجيل والجرائد
والصحف. ثم يمضي قائلا "وغير ذلك من آلاف الألفاظ التى أحياها الناس او
اشتقوها وخلعوا عليها دلالات جديدة تطلبتها حياتهم الجديدة. وتتم هذه العلمية عن
طريق الهيئات و المجامع اللغوية، او قد يقوم بها بعض الأفراض من الموهوبين فى
صناعة الكلام كالأدباء والكتاب والشعراء، ثم تفرض تلك الألفاظ فى ضعها الجديد على
أفراد المجتمع لتداول و التعامل بها[7]".
(2)
التطور
الإجتماعي و الثقافي
قد يدخل هذا السبب فى
السبب السابق، ولكنه لأهميته أفراده الكثيرون بالذكر. ويظهر هذا السبب فى عدة صور
:
أ. فقد يكون فى شكل الإنتقال من الدلالات
الحسية الى الدلالات التجريدية نتيجة لتطور العقل الإنساني ورقية. وانتقال الدلالة
من المجال المحسوس الى المجال المجرديتم عادة فى صورة تدريجية ثم قد تنزوي الدلالة
المحسوسة، وقد تندثر، ةدوقد تظل مستعملة جنبا الى جنب مع الدلالة التجريدية لفترة
تطول او تقصر[8].
ب. وقد يكون فى شكل اتفاق مجموعة فرعية
ذات ثقافة مختلفة على استخدام ألفاظ معينة فى دلالات تحددها تتماشى مع الأشياء
والتجارب والمفاهيم الملائمة لمهنها او ثقافتها، وقد يؤدى هذا الى نشوء لغة خاصةjargon
.
ولا شك ان شدة الاتصال بين أفراد هذه الجماعة، وبينها وبين أفراد أخرى من المجتمع
الكبير سيقضى على صعوبة إفهام الأخرين وتعاملهم مع المدلول جديد. وقد حدث مثل هذا
بالنسبة للكلمات الدينية كالصلاة والحج والذكاة والوضوء و التيمم. ويمكن القول على
وجه العموم إن الاتجاه فى مثل هذه الحالات يميل نحو التضييق فى معنى الكلمة حين
تنتقل من الاستعمال العام الى المجالات المتخصصة[9].
ج. وقد يكون فى شكل
استمرار استخدام اللفظ ذى المدلول القديم وإطلاقه على مدلول حديث للإحساس باستمرار
الوظيفة رغم الاختلاف فى الشكل.
ومن أمثلة ذلك كلمة ship (سفينة التى لم
تتغيير صغتها بشكل يكاد يذكر منذ العهد الأنجلوسكسونى. ومع ذلك فإن السفن الحالية
تختلف عن السفن التى كان يبحر عليها قراصنة الشمال من عدة الوجوه كالحجم والتركيب
والشكل والخواص الفنية. ومثل هذا يقال عن كلمة house التى ماتزال
تطلق على الشكل الحديث رغم تغييره عن القديم. وكلمة book المأخوذة من
الانجليزية القديمة bōc. ولاشك ان
الطباعة قد غيرت من مفهوم الكلمة الى حد كبير[10].
(3)
المشاعر
العاطفية و النفسية
تحظر
اللغات استعمال بعض الكلمات لما لها من إيحاءات مكروهة، او لدلالتها الصريحة على
مايستقبح ذكره، وهو مايعرف باللأمساس او ال [11]taboo.
ولايؤدي
اللامساس الى تغيير المعنى. ولكن يحدث كثير ان المصطلح البديل يكون له معنى قديم،
مما يؤدى الى تغيير دلالة اللفظ. فكأن اللامساس يؤدى الى التحايل فى التعبير
مايسمى بالتلطف هو السبب فى تغيير المعنى[12].
(4)
الإنحراف
اللغوي
قد
ينحرف مستعمل الكلمة بالكلمة عن معناها الى معنى قريب او مشابه له فيعد من باب
المجاز، ويلقى قبولا من أبناء اللغة بسهولة. وستناول المجاز فى عنوان مستقل. قد
يكون الانحراف نتيجة سوء الفهم اوالالتباس او الغموض، وحينئذ يصتدى له اللغويون
بالتقويم و التصويب، وغالبا مايكون محل رفض منهم، حتى لوقبلته الجماعة اللغوية
وجرى على ألسنتهم[13].
ويحدث
سوء الفهم حين يصادف المرء اللفظ لأول مرة فيخمن معناه، وقد ينتهى به التخمين الى
دلالة غريبة لاتكاد تمت الى مافى ذهن المتكلم بأى صلة وحين يتكرر هذا الانحراف من
أكثر من شخص قد يؤدى هذا الى تطور اللفظ تطورا مفاجئا يرثه الجيل الناشئ ويركن
اليه.
ويتم
مثل هذا التغيير الفجائى عادة فى البيئات البدائية حيث الانعزال بين أفراد الجيل
الناشئ وجيل الكبار، ثم تسود تلك الدلالة الجديدة. ويمثل الدكتور أنيس لهذا التغيير
الفجائى او الانحراف اللغوي بكلمات مثل الارض التى تحمل دلالات عدة متباينة. فهى
الكوكب المعروف، وهى الزكام (وهى الرعدة كذلك)، ومثل الليث الذى يعنى أيضا
العنكبوت[14].
وبعد
الاطفال كذلك أحد الأمثلة البارزة للإنحراف اللغوى خصوصا وانهم بغلبون جانب الشكل
على الجانب الوظيفة. فقد يطلق الطفل على الفأس والمطرقة لفظ "قدوم". وقد
استعمل الطفل فى الثالثة كلمة paint بدلا من ورنيش
الحذاء الذى تستعمل معه الفرشاة[15].
وقال الدكتور أنيس "فالكنبة عند بعضهم سرير، والمكتبة عند آخرين دولاب، و
المكتب ترابيزة. ويحلط الطفل كذلك بين انواع الطيور فالحمامة عصفور والحدأة غرب[16]"
وهناك أمور كثيرة يحلط الطفل بينها مثل ألفاظ الألوان، والألفاظ ذات الدلالات
المتضادة، والفاظ ذات النطق المتشابه، وغيرها[17].
(5)
الإنتقال
المجازي
وعادة
مايتم بدون قصد، ويهدف سدفجوة معجمية. ويميز الاستعمال المجازى من الحقيقى للكلمة
عنصر النفى الموجود فى كل مجاز حي. وذلك كقولنا : رجل الكرسى ليست رجلا، وعين
الابرة ليست عينا. وعنصر النفى هذا هو الذى يمكن من توجيه أسئلة ملغزة نحو:
أ. ما الذى لسان ولايمكن ان يتكلم ؟
ب. ماالذى له عين ولايمكن ان يرى ؟
ج. ماالذى له أسنان
ولكنه لايعض ؟
وقد
يحدث بمرور الوقت ان يشيع الاستعمال المجازى فيصبح للفظ معنيان، وقد يشيع المعنى
المجازى على حساب المعنى الحقيقى يقضى عليه[18].
وميز بعضهم بين
الانواع الثلاثة الأتية للمجاز :
أ. المجازى الحى (living) الذى
يظل فى عتبة الوعى، ويثير الغربة والدهشة عند السامع.
ب. المجازى الميت (dead)
او الحفرى (fossil)
وهو نوع الذى يفقد مجازيته ويكتسب الحقيقية من الالفة وكثرة التردد.
ج. المجازى النائم ((sleeping او الذوى (faded)
ويحتل مكانا وسطا بين النوعين السابقين.
(6)
الابتداع
ويعد الابتداع innovation او الخلق creativity من الاسباب الوعية
لتغيير المعنى. وكثيرا ما يقوم به احد صنفين من الناس :
أ. الموهوبون من أصحاب المهارة فى الكلام
كالشعراء والادباء. وحاجة الاديب الى توضيح الدلالة او تقوية و أثرهاه فى الذهن هى
التى تحمله على الالتجاء الى الابتداع.
ب. المجامع اللغوية والهيئات العلمية حين
تحتاج الى استخدام لفظ ماللتعبير عن فكرة او مفهوم معين، وبهذا تعطى الكملة معنى
جديدا يبدأ اول الامر اصطلاحا، ثم قد يخرج الى دئرة المجتمع فيعزو اللغة المشتركة
كذلك. ومثال ذلك الكلمة root التى يختلف معناها بحسب مهنة المتكلم أهو مزارع أم عالم رياضيات
أم لغوى[19].
ب.أشكال
تغيير المعنى
حاول رجال القواعد وعلماء البلاغة
جاهدين منذ أرسطو ان يخضوا تغييرات المعنى لشئ من التنظيم والتقعيد. غير انهم
حصروا جهودهم لقرون طويلة فى تصنيف المجازات لأسباب جمالية او أسلوبية. وحين انتقال الامر الى علماء اللغة
حاولوا تنظيم البحث من عملية انتقال المعنى دون اعتبار لمضمونتها الأدبية.
وقد قدم اللغويون خطتين للتقسيم إحدهما
الخطة المنطقية، الأخرى الخطة النفسية[20]،
وبمزج الخطتين ودمج تقسيماتهما نخرج بأشكال الآتية لتغيير المعنى :
1)
توسيع المعنى
يقع
توسيع المعنى ( (wideningاو امتداده (extension) عندما يحدث الانتقال من معنى خاص الى معنى عام. ويعد هذا الشكل على قدم المساواة
فى الأهمية مع الشكل الأتى (تضييق المعنى)، وان كان الدكتور ابراهم أنيس يرى ان
"تعميم الدلالات أقل شيوعا فى اللغات من تخصيصها، وأقل اثرا فى تطور الدلالات
وتغييره[21]..
وينبغى
توسيع المعنى ان يصبح عدد ماتشير اليه الكلمة أكثر من السابق، او يصبح مجال
استعمالها أوسع من قبل.
والأمثلة
على ذلك كثيرة فى لغة الصغار او الكبار، وفى كل اللغات :
أ.
فالطفل قد
يطلق كلمة تفاحة على كل الأشياء المستديرة التى تشبهها فى شكل مثل البرتقالة و كرة
التنس وأكرة الباب وثقالة الورق.
ب.
وكلمة salary التى تعنى المرتب من اى نوع كانت فى أصلها اللاتينى تغنى فقد مرتب
الجندى من الملح. بل إذا تتبعنا اللفظ فى تاريخه القديم نجده كان يعنى حصة الجندى.
[22]
ه.
فى السلافية
الجنوبية صار اسم الوردة يطلق على الزهرة عموم[25].
و.
كثير من أسماء
الأعلام قد تدخل اللغة ككلمات عادية فيتسع مدلولها مثل كلمة baycoot، وهى فعل أخذ من اسم مالك الأرض الأيرلندى المستبد charle
c. boycott(1832-1896). وقد
أصبح اسم هذا الرجل يطلق فى اللغة الإنجليزية على المقاطعة او رفض التعامل[26].
وشبيه بهذا إطلاق كلمة "سندوتش" على الشطيرة المعروفة تسمية باسم
صاحبها، وتسمية كل المكانس الكهربائية "هوفر" وأخد فعل منها، وقد كانت
فى الاصل اسما لنوع معين منها. وقد سمعت بعض المثقفين العرب يطلق كلمة
"كوداك" على مطلق "كامرا".
ويمكن
تفسير توسيع المعنى على انه نتيجة إسقاط لبعض الملامح التمييزية للفط :
أ.
فالطفل الذى
يستخدم كلمة "عام" مع كل رجل قد أسقط الملامح التمييزية للفط كا لقرابة
واكتفى بملمحى الذكورة و البلوغ.
ب. والذى
يستخدم العبارة "صحيفة الهواء" قد رعى فقط ملامح مثل نقل الأخبار-
والدورية. وأسقط ملح الطبع على ورق. ومثل هذا يقال عن "مسرح الهواء"
الذى لاحظ فقط ملمح التمثيل وأسقط "بناءالمسرح[27]".
2)
تضييق المعنى
ويعد
تضييق المعنى (narrowing)-وسماء إبراهيم أنيس تخصيص[28]
المعنى- اتجاها عكس السابق. ويعنى ذلك تحويل الدلالة من المعنى الكلى الى المعنى
الجزئى او تضييق مجالها. وعرفه بعضهم بأنه تجديد معانى الكلمات وتقليلها.
والأمثلة
على ذلك كثيرة منها :
أ.
فى أمريكا منذ
عشر سنوات مثلا كانت المرأة تقول إنها أخذت a pill وكان السامع الفضولى يتساءل : لأى غرض؟ لمنع الحمل؟ لعلاج الصداع؟
لعلاج المعدة؟ ثم مع شيوع استخدام وسيلة منع الحمل عن طريق الأقراص –control pill birth صارت كلمة pill ضيقة المعنى وأصبحت تغنى فقط "قرص منع
الحمل". وعلى هذا فانه الكتاب صاروا يتحرجون من استعمال هذه الكلمة فى معنها
العام وفضلوا عليها كلمة tablet[29].
ب.
كلمة poison الإنجليزية كانت تغنى "الجرعة من اى
سائل" ولكن الذى حدث هو ان الجرعات السامة دون غيرها هى التى الاستراعات
التغنى "الجرعة من اى سائل" ولكن الذى حدث هو ان الجرعات السامة دون
غيرها هى التى استرعت الانتباه واستأثرت به لسبب او لآخر. وبهذا تحدد مدلول الكلمة
وأصبح مقصورا على أشياء تقل فى عددها عما كانت تدل عليه الكلمة فى الاصل الى حد
ملحوظ[30].
ج.
كلمة "حرامي" هى فى الحقيقة نسبة الى الحرم. ثم تخصصت دلالتها واتعملت بمعنى
اللص فى القرن السابع الهجرى فى بعض النصوص المروية.
د.
فى الهجات الخطاب تخصصت كلمة
"الطهارة" وأصبحت تعنى الختان، وتخخصت كلمة "الحريم" فبعد ان
كانت تطلق على كل محرم لايمس أصبحت الآن يطلق على النساء. وكذلك كلمة العيش تخصصت
فى مصر بالخبر[31]
وفى بعض البلاد العربية بالأرز.
ويمكن تفسير التخصيص او التضييق بعكس
مافسر به توسيع المعنى. فقد كان التوسع نتيجة إسقاط لبعض الملامح الممييزية للفظ،
اما التخصيص فنتيجة إضافة بعض الملامح التمييزية للفظ، فكلما زادت الملامح لشئ ما
قل عدد أفراده[32].
3)
نقل المعنى
يقول فندريس فى تحديد المراد بنقل
المعنى "يكون الانتقال عندما يتعادل المعنيان او إذا كان لايختلفان من جهة
العموم والخصوص (كمافى حالة انتقال الكلمة من المحل الى الحال او من المسبب الى السبب او من العلامة الدالة الى الشئ
المدلول عليه او العكس) وانتقال المعنى يتضمن طرئق شتى (الاستعارة – إطلاق البعض على
الكل- المجاز المرسل بوجه عام)[33].
وعلى هذا يكون الفرق بين هذا النوع
والنوعين السابقين كون المعنى القديم أوسع او أضيق من المعنى الجديد فى النوعين
السابقين وكونه مساويا له فى النوع الحالى. ومعنى هذا ان جميع أنواع المجاز التى
يتساوى فيها طرفان تدخل تحت هذا النوع المسمى بنقل المعنى، او تغيير مجال الاستعمال.
ولكن ذهبarlotto
الى ان الفرق يتمثل فى ان الأولين يتمان عادة
بصورة قصدية لغرض أدبى غالبا[34].
وأمثلة نقل
المعنى كثيرة منها التعبير عن أحد أعضاء البدن باسم عضو آخر مثل استخدام كلمة صدر
او نحر (وفى بعض اللغات : معدة) بدلا من ثدي. ومنها تبادل الأسماء الدالة على
عمليات الحواس. فكثيرا ماتستعمل الالفاظ الدالة على اللمس والسمع والإحساس والذوق
بعضها مكان بعض. وبعض اللغات تعبر عن الأصم "بأعمى الأذنين[35]".
ومن أمثلة نقل المعنى كذلك كلمة
الإنجليزية bead. فالمعاجم الحديثة تعرفها بأنها : قطعة صغيرة تشبه الكرة من
الزجاج او الخشب او المعدن او اى مادة أخرى مثقوبة لادخال الخيط فيها. وإذا تتبعنا
اللفظ فى الإنجليزية القديمة ربما وجدنا الكلمة gebet التى لاتعنىbead انما التضرع او الصلاة. ما
العلاقة بين المعنيين؟ كان بعض رجال الكنيسة الكاتولكية (ومازالوا) يعدون أدعيتهم
وتسابيحهم على حبات منظومة فى خيط. ومن هنا نشأ التعبير : يعد حباته التى تعنى كلا
من الحبات والدعوات. فى الإنجليزية الوسيطة أعطى لفظ (او) المعنيين : دعاء- حبات
عد الأدعية. وهذا هو الذى أدى الى التحول الدلالى[36].
ومن الكلمات التى تغييرت دلالاتها بطربق
النقل كلمة "الشنب" التى كانت تعنى فى القديم جمال الثغر وصفاء الأسنان
وهى فى الاستعمال الحديث بمعنى الشارب. وكلمة "السفرة" التى كانت تعنى
الطعام الذى يصنع للمسافر وهى فى الاستعمال الحديث : المائدة وما عليها من الطعام.
وكان "طول اليد" كناية عن السخاء فأصبح يوصف به السارق[37].
ومن أشكال انتقال المعنى مايعرف باسم
"انحطاط المعنى" او ابتذاله، وعكسه "رقى المعنى". وقد تتردد
الكلمة بين الرقى و الانحطاط فى سلم الاستعمال الاجتماعى، بل قد تصعد الكلمة
الواحدة الى القمة، وتهبط الى الحضيض فى وقت واحد[38].
وأمثلة هذا وذاك مايأتى :
1.
كلمة luck قد
تكون بمعنى الحظ الطيب او السئ، ولكنها تميل الى ان تتخصص فى المعنى الأول، ويدل
على ذلك الصفة lucky .
2.
كلمة الفرنسيةmerechal التى
ترجع الى أصل جرمانى معناه خادم الاصطبل او السياس، تحمل كذلك معنى، المشير او
البيطار.
3.
الكلمة constableكانت تعنى
"كونت الاصطبلات"، وهى شخصية سامية كانت توجد فى البلاط الملكى فى أوربا
فى العصور الوسطى. هذه الكلمة ماتزال تحتفظ بمكانتهم الراقية فى مثل chief constable(رئيس الشرطة) ولكنها فقدت هذه المكانة فىconstable police (كونستابل شرطة)[39].
4.
اللقب
"أفندى" المأخوذ عن التركية كان له خلال القرن التاسع عشر مركز هام
ومكان مرموق، ثم انحط قدره على توالى الأيام، وصار الآن ذا قدر تافه. ومثل هذا حدث
لكلمة "حاجب" التى كانت تعنى فى الدولة الأندلسية "رئيس الوزراء،
ثم آلت الى المعنى التافه الذى تدل عليه الآن[40].
5.
كلمة
"رسول" كان لها معنى الشخص الذى يرسل فى مهمة ما، ثم صار لها هذه
الدلالة السامية التى تألفها الآن. وقريب منها كلمة knightالتى
كانت تعبر فى فروسية القرون الوسطى عن المركز
مرموق، وقد انحدرت الى اللغات الأوربية من معنى أصلى هو "ولد خادم[41]".
4)
المبالغة
اعتبر ullmancالمبالغة من
أشكال تغيير المعنى وعدها مسؤولة عن تلك الشعارات المذهبية والاصطلاحات الخادعة
التى تستغلها أجهزة الدعاية أسوأ استغلال حتى انها لاتلبث ان تؤدى الى عكس المقصود
منها، كما فى نحو قولك : هو سعيد بشكل مخيف، ورائع بكل بساطة. ومثل هذه
التعبيرات الصارخة سرعان ماتفقد جدتها
وقوة التعبير فيها، حتى تصبح مبتذلة بالية، ثم تخالفها وتحل محلها تعبيرات أخرى[42]
الباب الثالث
الاختتام
أ. الخلاصة
كما بيان السابق، فأراد الباحث ان يلتخص الكاتب السابق منها :
أسباب تغيير المعنى تنقسم الى ستة أنواع هى
1.
ظهور
الحاجة
2.
التطور
الاجتماعى والثقافى
3.
المشاعر
العاطفية والنفسية
4.
الانحرف
اللغوى
5.
الانتقال
المجازى
6.
والإبداع.
واما
أشكال تغيير المعنى تنقسيم الى أربعة أشكال هى :
1.توسيع
المعنى
2.تضييق
المعنى
3.نقل
المعنى
4.و
المبالغة
ب. التعليق الباحث
هذا البحث السابق أهم لدراسة
على طلبة قسم تعليم اللغة العربية و قسم
اللغة وأدبها لفهم عميقا عن تغيير المعنى أسبابها وأشكالها. فى هذه المبحث، وجد
الباحث معرفة الجديدة بحيث لم يجد الباحث هذا البحث فى كلية درجة الأولى. حتى
اعترف الباحث أنه لم فهم جيدا هذا البحث ويعاقب فى هذه المقالة نقيصة من المراجع
والباحث لايستطيع ان يشرح كثيرا من هذا الباحث.
قائمة
المراجع و المصادر
استيفن اولمان. دور
الكلمة فى اللغة. ترجمة كمابشر. القاهرة.
أحمد مختاعمر. 1427ه.
علم الدلالة.ط6. عالم الكتب. القاهرة.
إبرهيم أنيس.1972.
دلالة الألفاظ. الإنجلو المصرية. ط3.
فندريس، ترجمة
عبدالحميد الدواخلي محمد القصاص. 1950. اللغة. الأنجلو المصرية.
قائمة المراجع و المصادر الأجنبية
A.
Lehrer, in the teory of the meaning ed.A
and k. lehrer. 1970 Meaning in linguistics. USA.
A. Arlotto.
1972.Introduction historical linguistics. USA.
A.
Rapoport. 1975. Semantics. USA.
G.L.
Dillon.1977. Introduction to contemporary Linguistic Semantics. USA.
R.A.
Waldron,1967.sense and sense development. London.
.
[2]
A. Arlotto. Ibid. P2
[4]
أحمد مختر عمر. 2006. علم الدلالة.ط6. عالم الكتب. القاهرة.ص 237
[15]
G.L. Dillon.1977. Introduction
to contemporary Linguistic Semantics. USA. P 21
[23]
A. Arlotto. Cipt. P2
[24]
R.A. Waldron. Cipt. P
115
[25]
Ibid. P 116
[26]
A. Arlotto. Cipt. P168-167
[28]
R.A. Waldron. Cipt. P115
[29]
A. Arlotto. Cipt. P 179
[42]A. Lehrer, in
the teory of the meaning ed.A and k.
lehrer. 1970 Meaning in linguistics. USA.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar
Berikan Saran Anda